في فض أساطير المرحلة - "الأسطورة الرابعة"
الأسطورة الرابعة تتمثل فى الاعتقاد بأن إسرائيل تقف على مسافة من المشهد المصرى وأنها تقوم بدور المتفرج عليه. وذلك وهم كبير. إذ رغم أن إسرائيل تتكتم على دورها المباشر وغير المباشر فى الأحداث التى شهدتها مصر قبل الانقلاب، إلا أن دورها مشهود فى الدفاع عن النظام المصرى فى مجلس الشيوخ وفى كواليس البيت الأبيض، ومنشور على الملأ انتقادها للقرار الأمريكى الخاص بحجب جانب من المعونات الاقتصادية، أما حماس معلقيها لدعم النظام استلقت انتباهى فى هذا الصدد ما كتبه واحد من أبرز الكتاب الإسرائيليين رون بن يشاى المعلق العسكرى لموقع واى نت، وقال فيه إن على إسرائيل عمل المستحيل لإنجاح الانقلاب، الذى حدث فى مصر، لأسباب ثلاثة عرضها على النحو التالى:
ــ إن الانقلاب سمح بنشوب حرب ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام إلى صدارة العالم.
ــ إنه جعل مصر على رأس الدول التى تخوض مواجهة مفتوحة ضد قوى الجهاد العالمى التى تهدد مصالح إسرائيل.
ــ إفشال انقلاب بعض حرمان الغرب من تمتع الطيران الحربى من استخدام الأجواء المصرية ــ والتوقف عن منح حاملات الطائرات الأمريكية الأفضلية لدى الإبحار فى قناة السويس، وهو ما يشكل أيضا ضررا بالمصالح الإسرائيلية.
أضاف رون بن يشاى إنه لأجل ذلك يتعين على الغرب أن يضخ مليارات الدولارات لمنع حدوث انهيار اقتصادى فى مصر يؤجج مشاعر السخط والغضب ضد حكم العسكر. وفى رأيه أنه من المهم للغاية أن يركز الاستثمار فى البداية على دعم الجيش والأجهزة الأمنية التى تتولى مهمة قمع المتطرفين. وقد ختم تعليقه بقوله إن إسرائيل يجب ألا تخجل من دورها فى دعم حكم السيسى، لأنها بذلك تقوم بنفس الدور الذى تؤديه دول الخليج والأردن.